مواليد في غمرة النزاعات: أخطار تتجاوز الجبهات

وُلد ما يزيد على 29 مليون طفل في المناطق المتضررة من النزاعات في عام 2018. وتعمل اليونيسف لحمايتهم من الصدمات النفسية والكرب المنهك.

منظمة اليونيسف
UNICEF/UN0280717/Hashimi AFP-Services
UNICEF/UN0280717/Hashimi AFP-Services
24 أيلول / سبتمبر 2019

يمتد تأثير النزاع إلى ما هو أبعد من الجبهات. فما يزيد على 29 مليون طفل وُلدوا في مناطق شهدت نزاعات مسلحة في عام 2018، وأمضوا لحظاتهم الأولى في فوضى، وقضوها غالباً في بيئات غير آمنة بتاتاً، ويسودها كرب شديد.

"إننا نرى بعض الأطفال الصغار يرجفون من الخوف لساعات متتالية. ولا ينامون. ويمكنك سماعهم وهم يئنون، إنه ليس صراخاً عادياً، بل هو أنين خافت. ويعاني آخرون من سوء التغذية والصدمة حتى إنهم ينفصلون عاطفياً عن العالم وعن المحيطين بهم ويصبحون خلوا من الأحاسيس فيتعذر عليهم التفاعل مع أسرهم". 

هكذا وصفت إحدى موظفات اليونيسف وضع الأطفال والرضع الذين ترعاهم في أحد مراكز تنمية الطفولة المبكرة في اليمن. إنه تذكير بحالة الضعف التي يولد عليها الأطفال في غمرة النزاع، فيحرمون من طفولتهم، ويكون مستقبلهم في مهب الرياح.

إن منع ضياع جيل يعني توفير مكان آمن ودعم مقدمي الرعاية للعمل على إنشاء منطقة عازلة بين هؤلاء الأطفال والفوضى المحيطة بهم. وتسلط هذه الصور، التي تم التقاطها في مناطق من أفغانستان ودولة فلسطين واليمن، الضوء على عمل اليونيسف من أجل تحسين فرص حصول الأطفال على التعليم والخدمات الصحية الحيوية والأماكن الآمنة للعب - باعتبارها لبنات لبناء طفولة حقيقية.

(في الأعلى): ولد ‹مالك› في ظروف الجفاف، حيث اضطرت أسرته إلى الفرار من منزلها بسبب احتدام القتال. وهو طفل من حوالي 600 ألف طفل دون سن الخامسة ممن يعانون من سوء التغذية الحاد في أفغانستان. وتحتضن مالكَ والدتُه في انتظار أن يفحصه فريق صحي متنقل تدعمه اليونيسف في مخيم ‹شيدائي› للمشردين داخلياً في محافظة ‹هرات› الريفية في شمال غرب أفغانستان. وتوفر أفرقة الصحة المتنقلة الرعاية الصحية في بعض الأزمات الأشد سوءاً في العالم، حيث تصل إلى الأشخاص المحرومين من الوصول إلى الخدمات الصحية.

 

أفغانستان 

Hashimi AFP-Services
UNICEF/UN0280722/Hashimi AFP-Services

رسول، البالغة من العمر شهرين، تعاني من سوء التغذية وتتلقى علاجاً في مستشفى ‹مفلح› لطب الأطفال في مدينة ‹هرات›، وهي من الأماكن التي تقدم فيها اليونيسف وشركاؤها المساعدة الطارئة إذ يولون الأولوية لعملهم في مجال الوقاية من سوء التغذية في البلد. وفي الوقت نفسه، تقوم الحكومة بتنسيق الاستجابة لحالات الطوارئ الناجمة عن الجفاف وما أعقبه من انعدام للأمن الغذائي.

 

UNICEF/UN0280712/Hashimi AFP-Services
UNICEF/UN0280712/Hashimi AFP-Services

يخضع ‹أمين الله› البالغ من العمر ثمانية أشهر لعلاج سوء التغذية في مستشفى في مقاطعة هرات، حيث أعقبت الجفافَ فيضانات شديدة. ويتعرض أطفال من قبيل ‹أمين الله› لخطر التقزم، وهو مؤشر على سوء التغذية المزمن خلال أكثر فترات نمو الطفل أهمية. وتحتد المشكلة بصفة خاصة في أفغانستان، حيث يعاني 41٪ من الأطفال دون سن الخامسة من التقزم. 

 

فلسطين 

UNICEF/UN0275515/Albaba AFP-Services
UNICEF/UN0275515/Albaba AFP-Services

تسبب تكرر اندلاع العنف وتدهور الظروف المعيشية في خسائر فادحة للأطفال في غزة، حيث يؤدي "الكرب المنهك" إلى أضرار نفسية وجسدية طويلة الأجل. ولا يزال الوضع في غزة قاسياً للغاية بالنسبة للأطفال، بمن فيهم ‹ريم علوش›، التي تظهر في الصورة في أحد مراكز تنمية الطفولة المبكرة التابعة لليونيسف في حي ‹الشيخ رضوان› بمدينة غزة.

UNICEF/UN0275524/Albaba AFP-Services
UNICEF/UN0275524/Albaba AFP-Services

يعد توفير أماكن آمنة للأسر والأطفال الصغار الذين يعيشون في أوضاع النزاع جزءاً هاماً من عمل اليونيسف. ومن هؤلاء الأطفال ‹إيلين عوض›. وهي طفلة ولدت العام الماضي وتتردد بانتظام على أحد مراكز تنمية الطفولة المبكرة في غزة. وقد تعرضت المستشفيات والمراكز الصحية والأماكن الصديقة للأطفال التي تقدم جميعها خدمات بالغة الأهمية للآباء والأمهات والأطفال لهجمات في خضم النزاعات في السنوات الأخيرة في جميع أنحاء العالم.

UNICEF/UN0275517/Albaba AFP-Services
UNICEF/UN0275517/Albaba AFP-Services

تشير الدراسات إلى أنه عندما يُوَفَّر لمقدمي الرعاية الدعم الذي هم بحاجة إليه للتصدي للصدمات النفسية، فإنه تتوفر لهم أفضل فرصة ممكنة لتزويد أطفالهم الصغار بما يلزم من رعاية لنمو الدماغ السليم - ويتصرفون كمنطقة "عازلة" تقي من الفوضى المحيطة بهم. وفي هذه الصورة، تلعب مرشدة صحية مع طفل يبلغ من العمر 14 أسبوعاً في مركز بمدينة غزة.

 

UNICEF/UN0275525/Albaba AFP-Services
UNICEF/UN0275525/Albaba AFP-Services

يعد توفير مكان يستخدم فيه الأطفال اللُّعب والتعلم المبكر كمنافذ للتنفيس عن الصدمات التي يتعرضون لها أمراً حيوياً. وفي عام 2018، أدارت اليونيسف وشركاؤها 20 مركزاً لتنمية الطفولة المبكرة و12 مكاناً صديقاً للأطفال في قطاع غزة.

 

اليمن 

UNICEF/UN0280849/Huwais AFP Services
UNICEF/UN0280849/Huwais AFP Services

إن ‹عمر حنين حمود رفيق› طفل من الأطفال الذين ولدوا في اليمن منذ احتدام العنف في آذار/ مارس 2015. ولقد أدى النزاع المسلح الذي دام أكثر من أربع سنوات إلى وضع الخدمات العامة الأساسية في اليمن على حافة الانهيار. وأول من يشعر بآثار ذلك هم، على الدوام، أضعف الناس في البلاد: بمن فيهم الأطفال، الذين يترعرعون في بيئة من الكرب المنهك.

 

UNICEF/UN0280856/Huwais AFP Services
UNICEF/UN0280856/Huwais AFP Services

إن توفير أماكن آمنة للأسر وأطفالها الصغار الذين يعيشون في ظل النزاع يعد جزءاً أساسياً من استجابة اليونيسف الإنسانية؛ حيث يمكن للأطفال فيها التنفيس عن بعض الصدمات التي يعانونها عبر اللعب والتعلم المبكر. وتقدم اليونيسف في مراكزها أدوات لتنمية الطفولة المبكرة هي بمثابة كنز للأطفال ومنها الأحاجي التركيبية ومكعبات البناء والكتب واللوازم الفنية. وفي هذه الصورة، يلعب ‹يزن محمد يحيى الخلقي› مع إحدى المرشدات في أحد المراكز.

 

UNICEF/UN0280852/Huwais AFP Services
UNICEF/UN0280852/Huwais AFP Services

تبتسم ‹مارية طه›، البالغة من العمر 3 سنوات، ابتسامة ترحيب وهي تنزلق على زحليقة في مركز لرعاية الأطفال على مشارف صنعاء. ويوفر المركز مكاناً للهو والحياة الطبيعية وسط نزاع يسلب الأطفال مستقبلهم. إذ يحتاج ما يزيد على 12 مليون طفل في البلد إلى المساعدة الإنسانية.